وطني في سطور ..

أقبلت أبحث في الحوار عن تلك الروح التي كانت تتقد، فتوقد في كل ما أخمدته الليالي الباردة، فوجدته أشد برودة من جو غرفتي الكئيب ..

لقد اصبح الحوار بدفئه، يشبه دفئ وعنفوان ذلك النداء الذي يطلقة طيري في مهجتي فنتقد له وعلى ذالك امل كبير بالحياة..

فمنذ الزمن البعيد اذكره والقمر يطل من نافذة الذكريات ليحدثني بنبأه ليس بنبأ جديد لكنه تتالى مع العصور والذاكرة والقصور والعقل والخيال وتاه في بحر الامال صعب بذكره لكم فكم احتاج من القيم - تلاشت المبادئ وضاعت الذكريات وخاض الامل في بحر من النسيان فسوف اذكركم به اينما كان

انه موت شهيد

آلات الموت والدمار، وشياطين لا تعرف إلا زراعة الشر أينما حلت ..

وقلوب مؤمنة، وأخرى لا تجد لها من حيلة إلا الصبر .. وأخرى يائسة بائسة .

ألم وأمل، قوة وضعف .. سكينة ووجع ..

هذا الشعب الذي سطر الله على جبينه الرباط، حق له أن يلون كل الحكايات بالأخضر ..
وأن يدعوا بالجنة ....
فكلما نظرت من حولي يتملكني احساس الهدوء والصمت ............
صمت يخيم على المكان حيث اكون فيخنقني صمت يخلج صدري في حاله من الرعب فاذهب باحثه عن ضجيج اخفي خوفي فيه صراخ واصوات لم يدركها احد كما ادركناها اصوات الدبابات والصواريخ الاباتشي .
منذ ولادتي عندما سمعت هذا الصوت تسالت فاجابتني النتائج والتي كانت اشلاء من الدمار والموت والهلاك لشعب الامل شعب فلسطين .

حين اخرج الي مكان ما ارى الاشجار قد اعترت ثوب الحزن فخارت قواها ......

والطيور لبست ثوبا ابيضا تودع الجميع بملتقاها .....

يا الهي !

انظر في السماء الصافيه فتحول الي سماء تمطر الدماء والارض تتلقاها بكل رحاب فتنثرها في كل مكان لتروي كل ما عليها ...

.فترسل السحاب بريقا ملئلأ يحتضن بين يديه التجهم والدموع ....

فتصرخ الاشجار كفاكم يا من ترونه وتصمتون فانكم في جهنم تميلون كلافاعي باجسادكم تتلقونها عذابا في الاخره .......

لكم الدنيا متاعا ولنا الاخره ، لكم الحياه هونا ولنا الهلاك مصير ...

طيور الحمام الابيض الزاجل تغادر اعشاشها مودعه ابنائها تحلق في الفضاء فاعلم ان هناك شهيد من امتي قد غادر الحياة الي الابد ليحول الي عالم اخر من النسيان .

اهو طفل؟..... ام شاب؟... ام فتاه؟... ام اما ؟.. ام كاهلا ؟

لا ادري من يكون ؟؟ ..

استرق النظر من حولي لاعلم من هو فاعود للبيت لاخبرهم بالخبر ثم انتقل لاتربص المارين من الناس واسالهم عن الحدث وما قد حدث ؟ ....

واتجه الي جدران غرفتي لانقش عليها القصص لتكون كالتاريخ ولا تنتسى ...

انقش الخيوط الفضيه على جدار من التراب يوما ما سيكون هذا التراب ذهبا في يدينا ....

وكالاطفال ملئت فراغي باللعب وغيرها ....

هكذا كان يومي في النهار وفي ظلمة الليل الداكن كنت ابكي حتى انام ...

ابكي خوفا هل اعيش غدا ام اني ساموت ....

ابكي من غدي الاليم كيف يكون فادعو الله في قلبي بالسكينه حتى أنام فأعود وأفيق على اصوات الصواريخ هكذا عشنا الفصوول تليها السنين .


حدث أن صرخ "توفيق زياد" رحمه الله بقصيدته الرائعة (أناديكم)
وتوفيق رحمه الله شاعر فلسطيني يسكن فلسطين (48) ويحمل الجنسية الاسرائيلية
كانت صرخته تهز الأرض حين كنا نسمعها "صغارا" على ارصفة شوارع الوطن أيام الانتفاضة الأولى

كنا نحترق ثورة، نفيض تحدياً وهو يصرخ

أناديكم ..
أشد على أياديكم
وأبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول أفديكم


وهكذا نحن ابناء فلسطين

وأنا الآن أناديكم ..
أناديكم
فهل ستستجيبون




من كتاباتي
ايمي فلسطين